بقلم - عبدالعزيز بن محمد النهيّان

سأتنقل معكم في رياض الفكر قليلا حول (حدوث ما نفكر فيه وهل هناك علاقة فيزيائية بين ما نفكر فيه ويقع وبين ما نخاف منه فيصيبنا !!
ورد في الأثر (البلاء موكل بالمنطق )أي أن وقوع ما تتوقع مرتبط بعقلك ومنطقك وتفكيرك ،وهذا يعضده قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل على رجلٍ يعوده فقال له ( لا بأس طهور إن شاء الله ) فقال الرجل : كلا بل حمّى تفور على شيخ كبير كيما تُزِيرَه القبور .فقال صلى الله عليه وسلم (فنعم إذاً ) .
والسؤال المهم : هل نستطيع التحكم بما سيحدث "بعد مشيئة الله"؟ 
دعونا نبحر قليلا في هذا الأمر من خلال الربط بين الدين والفلسفه فيقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ) ورغم الآراء الكثيرة في تأويل ذلك إلا أن الجميع يتفق على أن الدعاء المستمر بيقين هو سبب لحصول الخير وجلبه وجذبه فبالدعاء يتحقق الخير ويندفع الشر وذلك مع الأخذ بالأسباب طبعاً .
والأولون يقولون في الأمثال الشعبية ( من خاف من شي جاه ) وكلامهم فيه من الوجاهة الشيء الكثير فقد قال ابن القيم الجوزية ( كل من خاف شيئاً غير الله سُلّط عليه ) .
فهل هناك جذب !!!
الفيلسوف وعالم علم النفس الأمريكي الشهير وليام جيمس له كلام كثير يستحق الوقوف عنده والتفكر فيه حول ذلك ومن ضمن كلامه يقول ( لقد كان أعظم إكتشافات عصرنا هو أننا نستطيع تغيير المظاهر الخارجية لحياتنا عن طريق تغيير الأوجه الداخلية لتفكيرنا !!!!!.
وكلامه يشير إلى وجود حقيقة ديناميكية لفهم ما يحدث لنا ولسان حال هذه الحقيقة الديناميكية يقول (لسنا ضحايا ) فنحن مشاركون في صنع حياتنا وحياة من حولنا .
ولوليام جيمس أيضاً كلام جميل حول عملية التفكير والإيمان بما نفكر وتكراره حتى يصبح واقعاً نراه فيقول ( أي شيء يمكنك الإحتفاظ به بقوة في خيالك يمكن أن يكون لك ) .
ومن هنا نقول أنه يمكن لكل أحد أن يجعل ما يفكر به واقعاً ملموساً في حياته من خلال عملية التفكير والتكرار لما نفكر به فالعقل يؤمن بما يفكر فيه ويصبح عقيدةً عنده وعندئذٍ يتكون لديه إرادة نفسية عقلية تدفعه لتحقيق ذلك أو على الأقل جذب الطمأنينة المستمرة والشعور بالراحة بأن القادم أجمل .
أخيراً وليس آخراً تريد السعادة وتريد الهدوء وتريد جذب الإيجابيات ما عليك سوى أن تغير توجهات عقلك الداخلية ... دمتم بود .